آلة الحرب الصهيونية تتراجع، والسلطة الصهيونية تتخبط في ما بينها محاولة إيجاد أي شيء يستطيعون أن يقولوا أنهم أنجزوه في عدوانهم على غزّة. شيء واحد استطاعوا فعلاً أن ينجزوه هو أنهم وضعوا أنفسهم في مستنقع، أصبح بعد عدوان تموز 2006، والعدوان على غزّة، يهدد توازن القوى العالمية والسياسية التي يرتكز عليها الكيان الصهيوني لوجوده.
ما اثبت هذا الأمر، هو من جهة المقاومة على الميدان والقدرة على الصمود والرد على العدوان، ومن جهة أخرى المعركة السياسية التي خاضها الشارع العربي والعالمي في تأليب جزءً كبيراً من الرأي العام الشعبي في المنطقة العربية والعالم ضد العدوان على غزّة.
فمن القاهرة وبيروت والضفّة، إلى الرباط وأنقرة واندونيسيا، ومن لندن وباريس وأثينا إلى الولايات المتحدة الأميركية، كان هناك صوت واحد يملأ الفراغ الذي فرضته الامبريالية وتابعيها من أنظمة العالم، صوت يضرب جدران التواطؤ والتخاذل والاستسلام، هذا الصوت هو صوت المقاومين والمتظاهرين. هذا الصوت استطاع في الأسابيع القليلة الماضية أن يحتلّ مكان متقدم في الصراع ضد الامبريالية والحرب ويثبّت أننا قادرون على التغيير والانتصار.
ومن هنا فأننا نرى كمنظمات يسارية التي نظّمت الاعتصام، إن وجودنا في الشارع والتحركات التي قمنا بها، هي جزء لا يتجزأ من المقاومة السياسية والشعبية العربية والعالمية، وأننا استطعنا أن نبني حالة سياسية ساهمت في باء حركة سياسية مناهضة للعدوان وداعمة للمقاومة.
ولكن الاعتصام المفتوح ليس الأداة الوحيدة للفعل السياسي، وان ما يفرضه واقع الصراع السياسي الحالي يحتم علينا تغيير الأدوات التي نستخدمها في بناء حركة سياسية مقاومة، ومن هنا جاء القرار بإنهاء حالة الاعتصام ولكن بإكمال المقاومة السياسية، من خلال اطر تخدم مصلحة الصراع السياسي.
لم يزل العدوان والاحتلال والمقاومة مستمرة، مقاومة من اجل الحياة، مقاومة من اجل التحرير والتحرر.
ومن هنا نرى اليوم إن ما حصل في غزّة يحتم علينا أن نبدأ جدياً في الشروع في بناء حركة شعبية مقاومة أوسع، وتمتد ما بين المدن والعواصم، ونرى أن تحرير فلسطين، يتم من خلال مقاومة شعبية ليس فقط في فلسطين، بل في العالم العربي والعالم اجمع. كلنا قادرون على دحر هذا العدوان والاحتلال، واليوم علينا أن نترجم هذه القدرة إلى فعل جاد يترجم إرادة سياسية في التحرير والتحرر.
عاشت فلسطين حرّة
مقاومة من اجل الحياة
No comments:
Post a Comment